Monday, February 20, 2012

الفرق بين الولاء والغباء





تخيل هذا الموقف:
لو سألنا طالبا بالمرحلة الثانوية ، وقلنا له أحاط بك آلاف من الاعداء من كل مكان يريدون قتلك وأنت في المطار وتملك عشرة ملايين دولار ومعك حرسك وخدمك المخلصون لك، فماذا أنت فاعل ؟ فماذا سيكون جوابه ! لاشك أنه سينجو بنفسه وثروته،
فلماذا لا يصنع بعض المجرمين صنيع هذا الطالب ؟ولماذا يتخبط (فلان) المسؤول الكبير في اتخاذ القرارات؟ وغالبا ما تصدر منه أوامر بلهاء وتصرفات خرقاء؟ كما أنه لايهتدي الى التدبير السديد؟ وهو أقرب منه للسفه منه الى الحكمة؟ علما بأن منصبه كبير، ويظن الكثير من الناس أنه عاقل راشد، والواقع غير ذلك ،فما هو السبب؟ وهل يمكن أن تصيبنا نفس العدوى ونصير مثله ؟

توجد اسباب كثيرة لن أتطرق اليها ولكني سأتطرق لشرح سبب واحد واترك بقية الاسباب خشية الاطالة:
والسبب هو : موالاة ومحبة الكفار الذين يكيدون ويحاربون المسلمين ويضطهدونهم، وهذه المحبة والموالاة تتدرج فتبدأ بالميل القلبي لثقافتهم...
ثم تقليدهم ولبس لباسهم بقصد التشبه بهم......
ثم الدفاع باللسان عنهم......
ثم مؤازرتهم وتفضيلهم.......
وتنتهي بالاصطفاف معهم ضد المسلمين.
فلا يجوز محبتهم أو موالاتهم ولو أحببناهم وواليناهم صرنا شرعا منهم فيجعلنا الله من الظالمين الذين لا يهتدون للقرار السليم فنقوم بتصرفات خرقاء.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿المائدة٥١
وقد ورد في القرآن في 10 مواضع أن الله لايهدي القوم الظالمين:

﴿البقرة: ٢٥٨﴾ ﴿آل عمران: ٨٦﴾ ﴿المائدة: ٥١﴾ ﴿الأنعام: ١٤٤﴾ ﴿التوبة: ١٩﴾ 
﴿التوبة: ١٠٩﴾ ﴿القصص: ٥٠﴾ ﴿الأحقاف: ١٠﴾ ﴿الصف: ٧﴾ ﴿الجمعة: ٥﴾

ومعنى لايهدي : أي يتصرفون بغباء وضلال وتخبط ، حتى لو امتلكوا المخترعات والابتكارات والاسلحة فإنهم يوظفونها في تدمير العالم والبيئة والفساد في الارض، أو الاستغلال الاقتصادي الربوي الفاحش، فكلما قويت شوكتهم استعبدوا غيرهم وتسببوا في حروب عالمية ، والتاريخ شاهد على ذلك.

إذن كيف سننشر دعوة الاسلام بينهم ؟
والجواب سهل لأن نية محبة الكفار تتناقض مع  نية هداية الكفار؟ فما هي نيتك: أهي أن تلين لهم وتتبعهم ؟ أم تحسن معاملتهم وتتلطف بهم ليتأثروا بأخلاق الاسلام الحضارية فيسهل دخولهم للاسلام ، فأنت في الأولى تابع يجرونك خلفهم ، وفي الثانية أنت داع الى الخير بأسلوب راق وذكي ، وشتان شتان بين الأمرين والنيتين.

ختاما
 إذا أردت أن تطور نفسك وتصل بها الى الحكمة والفطنة وحسن التصرف والتدبير فابرأ من الكفار ، وأنت شاهد على نفسك ، فإن وجدت في نفسك لهم حبا ومودة فاستغفر الله ، وسله العافية ليهديك الصراط المستقيم ، والخيار بيدك في أن تكون أخرقا أو حكيما، ولاعجب أننا نقرأ سورة الكافرون في الوتر وسنة الفجر وغيرها لحكمة البراءة المطلقة منهم :

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿٤ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦



كتبه الفقير الى عفو ربه 

No comments:

Post a Comment