Tuesday, February 21, 2012

بشائر ظريفة عن اللغة العربية




أصدر محمد رضا بهلوي آخر الملوك الايرانيين قرارا
(أو فرمانا بالفارسية) يمنع بموجبه الايرانيين من استعمال الكلمات العربية ونص القرار باللغة الفارسية:

(ملت عزيز ايران: استخدام كلمات عربي أكيد ممنوع است )

أترككم مع هذا المقطع الرائع بتوثيق قناة الجزيزة (2:40 دقيقة) فاستمتعوا به وأبشروا بانتشار لغة القرآن.


Monday, February 20, 2012

الفرق بين الولاء والغباء





تخيل هذا الموقف:
لو سألنا طالبا بالمرحلة الثانوية ، وقلنا له أحاط بك آلاف من الاعداء من كل مكان يريدون قتلك وأنت في المطار وتملك عشرة ملايين دولار ومعك حرسك وخدمك المخلصون لك، فماذا أنت فاعل ؟ فماذا سيكون جوابه ! لاشك أنه سينجو بنفسه وثروته،
فلماذا لا يصنع بعض المجرمين صنيع هذا الطالب ؟ولماذا يتخبط (فلان) المسؤول الكبير في اتخاذ القرارات؟ وغالبا ما تصدر منه أوامر بلهاء وتصرفات خرقاء؟ كما أنه لايهتدي الى التدبير السديد؟ وهو أقرب منه للسفه منه الى الحكمة؟ علما بأن منصبه كبير، ويظن الكثير من الناس أنه عاقل راشد، والواقع غير ذلك ،فما هو السبب؟ وهل يمكن أن تصيبنا نفس العدوى ونصير مثله ؟

توجد اسباب كثيرة لن أتطرق اليها ولكني سأتطرق لشرح سبب واحد واترك بقية الاسباب خشية الاطالة:
والسبب هو : موالاة ومحبة الكفار الذين يكيدون ويحاربون المسلمين ويضطهدونهم، وهذه المحبة والموالاة تتدرج فتبدأ بالميل القلبي لثقافتهم...
ثم تقليدهم ولبس لباسهم بقصد التشبه بهم......
ثم الدفاع باللسان عنهم......
ثم مؤازرتهم وتفضيلهم.......
وتنتهي بالاصطفاف معهم ضد المسلمين.
فلا يجوز محبتهم أو موالاتهم ولو أحببناهم وواليناهم صرنا شرعا منهم فيجعلنا الله من الظالمين الذين لا يهتدون للقرار السليم فنقوم بتصرفات خرقاء.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿المائدة٥١
وقد ورد في القرآن في 10 مواضع أن الله لايهدي القوم الظالمين:

﴿البقرة: ٢٥٨﴾ ﴿آل عمران: ٨٦﴾ ﴿المائدة: ٥١﴾ ﴿الأنعام: ١٤٤﴾ ﴿التوبة: ١٩﴾ 
﴿التوبة: ١٠٩﴾ ﴿القصص: ٥٠﴾ ﴿الأحقاف: ١٠﴾ ﴿الصف: ٧﴾ ﴿الجمعة: ٥﴾

ومعنى لايهدي : أي يتصرفون بغباء وضلال وتخبط ، حتى لو امتلكوا المخترعات والابتكارات والاسلحة فإنهم يوظفونها في تدمير العالم والبيئة والفساد في الارض، أو الاستغلال الاقتصادي الربوي الفاحش، فكلما قويت شوكتهم استعبدوا غيرهم وتسببوا في حروب عالمية ، والتاريخ شاهد على ذلك.

إذن كيف سننشر دعوة الاسلام بينهم ؟
والجواب سهل لأن نية محبة الكفار تتناقض مع  نية هداية الكفار؟ فما هي نيتك: أهي أن تلين لهم وتتبعهم ؟ أم تحسن معاملتهم وتتلطف بهم ليتأثروا بأخلاق الاسلام الحضارية فيسهل دخولهم للاسلام ، فأنت في الأولى تابع يجرونك خلفهم ، وفي الثانية أنت داع الى الخير بأسلوب راق وذكي ، وشتان شتان بين الأمرين والنيتين.

ختاما
 إذا أردت أن تطور نفسك وتصل بها الى الحكمة والفطنة وحسن التصرف والتدبير فابرأ من الكفار ، وأنت شاهد على نفسك ، فإن وجدت في نفسك لهم حبا ومودة فاستغفر الله ، وسله العافية ليهديك الصراط المستقيم ، والخيار بيدك في أن تكون أخرقا أو حكيما، ولاعجب أننا نقرأ سورة الكافرون في الوتر وسنة الفجر وغيرها لحكمة البراءة المطلقة منهم :

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿٤ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦



كتبه الفقير الى عفو ربه 

Sunday, February 19, 2012

تطورات العمل الاغاثي في سوريا





أولا:الاحتياجات في الداخل للنازحين والمستقرين: 
1- أدوية ومستلزمات طبية للعيادات الخفية(أولوية) .
2- أغذية مجففة .
3- وقود تدفئة.
ويعتبر من في الداخل أكثر تضررا واحتياجا من اللاجئين في الخارج، ويكلف الفرد الواحد بالداخل  40 دولار اسبوعيا.

ثانيا :الاحتياجات بدول اللجوء:
1- الاردن : شبه اكتفاء.
2- لبنان : تشبه احتياجات الداخل بالاضافة الى الخيام والوضع يستدعي دعما ماليا أكثر مع وجود جمعيات اغاثية مدربة تدريبا ممتازا، ولكن الأجواء الأمنية غير مستقرة.
3- تركيا: تشبه الوضع اللبناني ولكن بأعداد هائلة ممتدة على طول الشريط الحدودي والذي يصل طوله الى 800 كيلومتر، والأوضاع الأمنية في تركيا مستقرة.

ثالثا: مناطق التأزم:
جميع المدن الواقعة بين درعا وحلب ، وتمثل 20% من مساحة سوريا ، وبقية المناطق هادئة نسبيا وتديرها سلطات ثورية شعبية وأهلية.

رابعا: الجهات المغيثة:
جمعيات محلية بدول اللجوء ، بالاضافة الى مؤسسات خليجية وعالمية.

خامسا: أدوار تطوعية مطلوبة:
1- الأولوية للمرشدين النفسيين لتخفيف هول الصدمة والأعمال الوحشية التي عايشها اللاجئون.
2- التبرع المالي النقدي - وليس العيني - للجمعيات الخيرية ومنها هيئة الاعمال الخيرية وجمعية الشارقة الخيرية وآي هـ هـ التركية وغيرها.
3- عناوين الجمعيات للعمل التطوعي:






ختاما : وبعد أن يفرج الله عليهم ويفرحون بنصر الله ، استعد لاستقبال آلام الضمير لأنك لم تمد يدك لهم وقت الحاجة  في الدنيا ، والمؤمن الحكيم من يبادر ويتذكر قول موسى عليه السلام : وعجلت إليك رب لترضى .

كتبه الفقير الى عفو ربه 

Saturday, February 18, 2012

قطار بلا سكة





هل تخيّل أحدكم - أيها الكرام - أن قطارا يسير بدون سكة حديد؟ كيف ستمر عجلاته الملساء على الأحجار والأتربة والأوحال دون أن تنحشر بينها أو تنغرز فيها ! ما أحوج القطار الى سكة متقنة الصنع سلسة الاستقامة ، مصقولة الجوانب تحيط بعجلات القطار وتحمل أثقاله ، فينزلق عليها مستريحا وينطلق كالسهم لايلوي على شيئ إلا الوصول الى محطته عاجلا غير آجل.

وإذا عقدنا مقابلة بين محطة القطار الأولى التي ينطلق منها ، وبين محطته الثانية التي يصل اليها لوجدنا أننا نحتاج الى السكة الحديدية أولا ثم القطار السليم ثانيا، ودعونا نشبه  ذلك بالناصح الذي يرسل النصيحة ويمثل محطة القطار الأولى ، والمنصوح الذي يستقبل النصيحة ويمثل محطة القطار الثانية ، فإذا لم ترتبط المحطتان برباط المحبة والمودة أولا وهي تمثل سكة الحديد التي تحمل النصحية وهي القطار ، فلا يمكن أن تحقق النصيحة غرضها ، فعليك أيها الناصح الحكيم أن تمد سكة الحديد بينك وبين المنصوح أولا ، فلا يمكن أن ينفذ نصيحتك إلا من يحبك.

وختاما دعونا نعود الى هديه صلى الله عليه وسلم ، فإنه يجعل قبل النصيحة مدحا ثم يسوق النصح ، كالذي يزيد رصيدك بألف درهم عندما يمدحك ، ثم ينقصه بعشرة دراهم  عندما ينصحك.فلا شك أنك رابح أيها المنصوح.

 فقد  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره (حسنه العسقلاني) ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " نعم الرجل عبدالله ! لو كان يصلي من الليل (صحيح مسلم) - فيا ايها الناصحون المخلصون الله الله في اخوانكم ، توددوا لهم وتحببوا اليهم قبل أن تنصحوهم.










Wednesday, February 15, 2012

أذانان صحيحان وأمة واحدة






تشرفت بزيارة بلد شنقيط التي تسمى الآن (موريتانيا ) ، ورأيت فيها أساطين العلماء الشرعيين والحفظة والأدباء والشعراء.
ممتزجة فيها البداوة والبساطة والحياة الفطرية الهادئة،وعندما زرت البادية الفسيحة تذكرت باديتنا في الامارات، وما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أشبه باديتهم بباديتنا لولا لبس الدراعة ولهجتهم الحســّانية، وقد وصف أحد أدبائهم سكان الريف بقوله : يعيشون كما تعيش دوابهم لكنهم سعداء.
وقد لفت سمعي واسترعى انتباهي أذان الصلاة السائد عندهم ، وهو بهذا المقطع القصير:


والذي يدقق في الأذان سيجد الاختلاف مع أذاننا ، والمطمئِـن في الأمر أن كلا الصيغيتين ثابتتين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلتاهما وردت من صحابي واحد هو عبدالله بن زيد رضي الله عنه فهو روى الصيغة الأولى والثانية،وثمة صيغ أخرى لن نتطرق إليها والمزيد موجود بكتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني وغيره.

والقصد من ايراد هذا الأمر: أن نعلم العبادات والاحكام الفقهية وردت بوجوه متعددة ، ولايمكن حمل هذه الأمة على وجه واحد واجبار الناس عليه ، فالقرآن ورد على سبعة أحرف وتسمى بالقرآت وتلقتها الأمة بالقبول والاجماع ، وكذلك الفتاوى ، فنحمد الله على ذلك ، وقد ناقشني بعض الاحباب في مسألة قائلا : هذا ليس من السنة ، فقلت بل هو من السنة ولكن ليس من مذهبك ، والسنة تحتمل المذاهب كلها ، وقد خالف الامام مالك رحمه الله الخلفاء العباسيين عندما همّ ابو جعفر المنصور ثم الرشيد من بعده ان يختاروا مذهب الامام مالك رحمه الله و كتابه الموطا قانوناً قضائياً للدوله العباسيه  فنهاهما مالك عن ذلك وقال : 
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فى الفروع ، و تفرقوا فى البلدان!

ختاما : إن الأحداث المباركة الأخيرة تسير في توحيد الأمة لا تفريقها ، والفقه الاسلامي فقه واسع فليتمس كل منا لأخيه مخرجا ولايضيق عليه شريطة عدم مخالفة الشرع لامخالفة المذهب الفرعي.

كتبه الفقير الى عفو ربه 




Monday, February 13, 2012

حدث في المطار




ذهب ثلاثة شباب مع كهل لرحلة خيرية ودعوية، تطوعاً لله ابتغاءً للأجر والثواب، فوصلوا ونفـّذوا برنامجهم فزاروا القرى التى بنوا فيها الفصول الدراسية وافتتحوا المساجد واطمأنوا على احوال من يكفلون من أيتام ودعاة ، وقد أكرمهم الله بإسلام بعض الوثنيين على أيديهم ، فكانت رحلة موفقة وممتعة للارواح والنفوس وإن اعتراها شيئٌ من تعب الأبدان.

وليس الحديث عن التقرير المفصل للرحلة ولكن مشهد الحوار القصير الذي دار في المطار عند رحلة العودة عندما قرروا تغيير رحلتهم لورود انذار بعاصفة قريبة.

الشاب: إن حجزَنا غير مؤكد يا سيدي الفاضل، والزحام كما ترى!
الكهل: صحيح ، ماذا لو كنا نعرف الموظف الذي يقوم بوزن الحقائب ويصدر بطاقات الصعود، وكان هو يعرفنا أيضا؟

الشاب: ستكون فرص ركوبنا الى الطائرة أعلى ، وسيساعدنا لأنه يعرفنا.
الكهل:جميل جدا، ماذا لوكنا نعرف رئيسهم الذي يشرف على الموظفين الخمسة الذين يزنون الحقائب؟

الشاب: إذن أكاد أجزم أننا سنسافر على الطائرة ، فهذا أقوى سلطة وقدرة من السابق.
الكهل: شيئ رائع يا صديقي :) ماذا لو أن مدير شركة الطيران تربطنا به علاقة وطيدة ، ورآنا وجاءنا ليسلم علينا وقال لنا هل من خدمة،فسألناه أن يساعدنا في ركوب الطائرة ؟
الشاب: لاشك أنه سيجعلنا نركب بالدرجة الأولى ، وسيوصي الموظفين والمضيفين والطيارين برعايتنا فنحن أصدقاء مدير الشركة.

الكهل: فما بالك أننا نعرف الله الذي يدبر الأمر في السماوات والأرض ولا يعجزه شيئ في الأرض ولا في السماء ، ولا في هذا المطار، فنحن نتوكل عليه حق التوكل ، وقد أخذنا بأسباب الدنيا التي نستطيعها بوسعنا ، وتوجهنا اليه بالدعاء الجميل و أحسنا الظن به، فأبشر يا صديقي فمن توكل عليه لايخيب أبدا.

وفي الختام : ماذا جرى لهم ؟؟؟ والجواب متروك لحسن ظن القارئ بربه تعالى.






كتبه الفقير الى عفو ربه 

Sunday, February 12, 2012

الوعظ المبصر لا الأعور







قام الواعظ بعد الصلاة ليذكر الناس ، وقد فعل ، وليته أكمل وأوفى! ولكن كعادة غالبية الوعاظ، يبصر بعين واحدة ولا يستعمل الأخرى ، وبدأت أعراض استخدام العين الواحدة اليسرى تسري بين السالكين في دروب الوعظ والمبتدئين في الخطابة!

س: ماذا تقصد بكلامك ذاك؟ وهل هذا انتقاد للوعاظ بجملتهم ؟

ج: لا ، فأنا أحب الوعظ ، والمؤمنون تعجبهم وتنفعهم الذكرى الكاملة ، وليس النصف المحبط ، وتذكرت عندما كنا صغارا نذكر هذا اللغز : ما الشيئ الذي إذا أكلت نصفه تموت وإذا أكلته كاملا تتلذ ولا تموت؟ والجواب هو السمسم ! فنحن نريد من أحبائنا الوعاظ السمسم كاملا لا نصفه!

لن أزيدكم حيره فلننظر الى كتاب الله الذي قرن ذكر العذاب بذكر الثواب في أغلب المواطن ، ولم يذكر العذاب منفصلا وحده إلا اليسير، فعند ذكر أصحاب النار يأتي ذكر أصحاب الجنة ، والمقابلة بين الجحيم والنعيم مطردة متكررة ، وبين عليين وسجيّن ، وبين المفلحين والخاسرين، وقد وصف الله تعالى نفسه بالغفور الرحيم وبشديد العقاب.

وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة كذلك حيث قرن عاقبة المؤمن وعاقبة الكافر كما في الحديث الصحيح "رواه أحمد": 

إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ .....



وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ ....

بل إن المصنفين من علماء الأمة في تآليفهم قرنوا الأمرين ككتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري رحمه الله وغيره كثر.



ختاما

أحبابنا الوعاظ لا تحبطوا ولا تقنـّطوا الناس من رحمة الله من جهة ، ولا تهونوا عليهم عذابه من جهة أخرى، كل المراد هو أن نجعل الخاطرة الوعظية والخطبة التذكيرية - ولو قصرت -  ذات شقين احدها ترغيبا لرحمة الله ونعيمه وكرمه ، والأخرى ترهيبا من عذابه ، حتى نزيل العور من الوعظ فتبصر العينان : يمنى تحن الى الجنة ، ويسرى تحذر العقوبة، وعنه صلى الله عليه وسلم : يسروا و لا تعسروا ، و بشروا و لا تنفروا.

كتبه الفقير الى عفو ربه 

Wednesday, February 8, 2012

المريض السعيد - قصة واقعية من تايلاند



من مدينة فطاني التاريخية بجنوب تايلاند، انطلقت قافلة دعوية تضمم عشرين متطوعا للتعريف بالاسلام،حيث يسر الله لنا اقناع أحد المحسنين بالتكفل بمصاريف الوقود والطعام، على أن يسافر المتطوعون بسياراتهم الخاصة والعتيقة.
فتحركوا من جنوب البلاد الى شمالها بامكانياتهم المتواضعة يقطعون مسافة 1200 كيلومتر، ونفوسهم متوثبة وتواقة للأجر والثواب ،فلعل الله أن يمن عليهم باسلام أحد الناس، واستغرق نصف الرحلة قرابة اليومين.



وعند تجاوزهم لمدينة بانكوك تعرضت احدى السيارات الثلاث لحادث أدى لإقعاد أحدهم بالمستشفى ، وقد آلمه احتباسه في المستشفى وفراق اخوانه، الذين قالوا له سنأخذك في طريق عودتنا،فما كان منه إلا أن قال سيروا على بركة الله، ورضي صاحبنا المسكين بقضاء الله يقاسي ألم فراق اخوانه، وفوات فرصة الدعوة الى الله، وأوجاعه ورضوضه وكسوره، وقد كانت مهمة القافلة موفقة، حيث أسلم على أيديهم أكثر من خمسين بوذيا منهم رهبان ومدرسون وتجار ومحامون، فعادوا الى صاحبهم في المستشفى فوجدوه في حالة من السرور والانس لاتوصف،فتعجبوا من ذلك ثم سألوه فقال لهم أبشروا فقد أسلم ثلاثة أطباء وطبيبة ، وستة ممرضين، واثنا عشر مريضا، وانا لم اغادر هذا السرير .



موثق القصة الفقير الى عفو ربه 

Sunday, February 5, 2012

تسعة قروش لعلي الطنطاوي حكاية رائعة



صورة الشيخ مؤلف القصة:علي الطنطاوي رحمه الله

من أسبوعين ابتليت من أولادي ببلية ، هي أني كلما دخلت الدار تعلقوا بي طالبين تمثال العبد الأسود ذي الطربوش الأحمر . و أنا لا أدري ما هذا التمثال ، و لا أعرف من أين آتيهم به ، وهم يلحُّون لا يشغلهم عنه شيء من غالي اللعب ، ونادر الطرف ، حتى كرّهوا إليَّ البقاء في البيت ...

وكنت مرة خارجاً إلى عملي مستعجلاً ، فوجدت بائعاً يحمل هذه التماثيل ، ينادي " الواحد بقرش" ففرحت به فرح الضالّ في البادية يرى معالم الطريق ، واشتريت تمثالين و حملتهما معتزّاً بهما كأني أحمل كنزاً ، وعدت بهما حتى إذا دنوت من الدار وجدتُ ولدين صغيرين قاعدين في ظل جدار ، فلما أبصرا التمثالين برقت عيناهما ، ودنا رأسهما في همس ، وارتفعت يداهما في إشارة خفية متهيبة ، وشخص بصراهما كما يفعل شابان غريران طلعت عليهما من الطريق فتاة فتّانة ... وقاما فتبعاني وعيونهما معلقة بالتماثيل ، فلما رأيت ذلك منهما فكرت أن أدفعهما إليهما . ولكني خشيت أن أرجع فلا أرى البائع و تخيَّلتُ رغبة أولادي فيها ، فلم تطب نفسي أن أحرمهم هذه المتعة ، ولم أستطع الإعراض عن الولدين الفقيرين فدعوتهما فدفعت إليهما قرشين ، وقلت لهما :- هو ذا البائع ، فألحقاه فاشتريا مثلهما . الواحد بقرش !

فأخذا القرشين وعهدي بمثلهما أن القرش الصاغ ثروة له ، لا يناله إلاَّ بشق النفس ، فما حفلا بهما و لا هشا لهما ، ولبثا شاخصين في التمثالين كأنهما لم يريا القرشين ، ولم يسمعا الكلام ، أو كأن عقلهما فارقهما فاستقر على ما في يدي ، فلم يفهما كلامي ، وحاولت نسيانهما وسرت ، فتبعاني كأنهما كلبان وكنت أحس بحرّ نظراتهما على ظهري ، وبثقلها على روحي ، فأهم أن أمد يدي باللعب إليهما ، ثم تدركني محبة الولد فأكف ، حتى وصلتُ الدار وصورتهما أمام عيني ، تمنع عنهما رؤية فرحة أولادي باللعب وتواثبهم إليها .

ولمّا خرجت وجدت الولدين لا يزالان في الطريق ، يفتشان عن البائع يعدوان هنا وهناك ، كأم أضاعت طفلها و لا تدري أية سبيل سلك . فدعوتهما فأفرخت روعهما ، وسألتهما عن اسميهما فمشيا معي فما درت مع الطريق دورة حتى لقيت البائع أمامي ، فاشتريتُ لهما تمثالين وتركت لهما القرشين ، ووجدتُ حول البائع أولاداً مثلهما فقلت له :



- أعط كل ولد تمثالاً.وكانوا تسعة فدفعت إليه تسعة قروش .هل تصدقون أو أحلف لكم ؟! أني لما نظرتُ في وجوه الأولاد وقد بدا فيها بهاء الفرح – وما عرفتْ هذه الوجوه الفرح قطّ – ولاحت عليها سمات الطفولة الراضية الشاكرة – وما كان يلوح عليها إلا الألم والحقد المرير- و أشرق عليها نور إلهي سطع من وراء ما حملت من الأوساخ و الأقذار . ولما رأيت عيون الأمهات الواقفات تدمع ، وألسنة الرجال الواقفين تدعو ، أحسستُ في قلبي بفرحة لا تعدلها فرحة الجائع بالمائدة المملوكية المترعة ، و لا الضَّجِرُ بالقصة العبقرية الممتعة ، ولا المحب المدنف بلقاء الحبيب بعد طول الهجران.

لا والله ، فتلك أفراح أرضية ، وهذه فرحة سماوية ، قد تعيش آلاف البشر وتموت ، ولا تحس مثلها . و شعرتُ كأنِّي كبرت في عين نفسي ، وأني صرت أقوى وأقدر ، وأني نلتُ الأماني ومُتِّعت بالخلود.

إننا ننفق كثيراً من المال ، نشتري به يسير المتع ، وهذه متعة ما يكاد يجد الإنسان مثلها ، نلتها بتسعة قروش ، وما تسعة قروش بالنسبة لي ؟ إنها شيء كالعدم ؛ شيء لا يغنيني وجوده ، ولا يفقرني فقده ، فهل تحبُّون أن تشتروا مثل هذه المتعة ؟ هل تحبُّون أن تعرفوا ما هي لذة الروح ، وما هي راحة القلب ؟ هل تريدون أن تذوقوا نعيم الجنة وأنتم في الدنيا ؟

لا تحسبوا أني أصف كلاماً ، وأرصف ألفاظاً ، إني والله أسوق لكم حقائق ، فإن أردتم معرفتها ففتشوا حولكم عن هذه الطفولة المحرومة وهذه النفوس المعذبة ومن ثم أولوها الإحسان .وليست قيمة الإحسان بكثرة المال ، إن المال ينفع الفقير ولكنه لا ينزع من قلبه النقمة على الحياة ، ولا يستلُّ منها بغض الأغنياء ، ولا يملؤها بالحب . إن الذي يفعل هذا كله هو العطف ، وأن تشعر الفقير بأنه مثلك ، وأن تعيد إليه كرامته وعزة نفسه . ورب تحية صادقة تلقيها على سائل أحب إليه من درهم ، ودرهم تعطيه فقيراً وأنت تصافحه يكون آثره عنده من دينار تدفعه إليه متكبراً مترفعاً ، يدك تمتد إليه ، ووجهك يجرعه كأس الإذلال .

إن كل غني يستطيع أن يتصدق بالكثير . ولكن غني القلب بالإنسانية والنبل والحب ، هو الذي يستطيع أن يتصدق مع المال ، بالعاطفة المنعشة ... فلا تضنوا على الفقراء بإنسانيتكم ، و لا تبخلوا عليهم بعطاء قلوبكم ، وذكروهم أنهم لا يزالون معدودين من البشر ، وأنهم مثلكم لأب واحد ولأم واحدة ، لآدم وحواء ، وأنهم لم ينحدروا إلى دركة الدواب والبهائم .

ذكروهم بهذه الحقيقة التي طالما نسيتموها أنتم ، ونسوها هم أنفسهم . ولم لا ينسونها وهم يعيشون كما تعيش البهائم ، ينامون مثلها على الأقذار ، في الأكواخ والحقول ، وفي الأزقة المعتمة ، وفي الخرائب المهجورة ، ويأكلون مثلها من فضلات الناس ، ويشربون مثلها من البرك الآسنة ، والأنهار العكرة ، ولم ينالوا تعليماً يرفعهم عنها و لا مدينة تميزهم منها ؛ يسهرون في عصر الكهرباء على السرج والقناديل ، ويركبون في عهد الطيران على العربات التي تجرها الحمير ، ويسكنون في الأكواخ على التراب في زمان ناطحات السحاب ومن تشبه منهم بالناس المتحضرين لم يكد يصل إلى مثل حضارة الإنسانية الأولى ، يحلق مثل (الناس) ، ولكنه يقعد على الأرض ، على رصيف الشارع ، وبيده مرآة مكسورة يرى فيها وجهه ، والصابون القذر يغطيه ، وموسى الحلاق المفلولة تجري فيه ، والدم ينبثق من نواحيه ، ثم تمر على هذا الوجه البشري ممسحة لا ترضونها أنتم – والله – لمسح أحذيتكم . ويركبون مثلما يركب الناس ، ولكن على (عربات الكارو) ، العشرة على متر مربع من الخشب ، محمولين على دولابين من الحديد يسحبه حيوان هزيل ، والعربة ترتج بهم ، فترقص معدهم ، وتزلزل أمعائهم ، ثم لا تصل بهم إلى نهاية الميل الواحدة إلا بعد ساعة . ولهم قهوات ، ولكن قهواتهم اصطبلات فيها ركائز تسمى مناضد أمامها عيدان تدعى كراسي . ولهم مطاعم ، ولكن مطاعمهم يقدم فيها المرض في طباق قذرة ...

فتداركوهم قبل أن يكفروا بالإنسان ، فينقلبوا حرباً عليه ، حرباً ليس معها أمان . أشعروهم أنه لا يزال في الدنيا فضل وعدل ونبل . ليجد كل واحد منكم على من هو دونه ، لا بالمال وحده ، بل العاطفة والتواضع والإنسانية ... والرئيس على المرؤوس ، والوزير على الوكيل ، والوكيل على المدير ، والضابط على العريف ، والعريف على الجندي ، فإن كل واحد من هؤلاء هو اليوم عبد لمن هو أعلى منه ، وفرعون على من هو دونه ، يتكبر عليه من هو فوقه ،ويتكبر هو على من تحته ، حتى إن الشرطي ليطغى على البائع المتجول ، والبائع يطغى على امرأته ، و المرأة تطغى على ولدها والولد على القطة يضربها بالعصا أو الكلب يرميه بحجر ، كل يحاول أن يظلم كما ظُلم ، والمجرم الأكبر هو الظالم الأول . إنهم كالحيوانات ، الجرادة تأكل البعوض ، والعصفور يأكل الجرادة ، والحية تقتل العصفور ، والقنفذ يقتل الحية ، والثعلب يسطو على القنفذ ، والذئب يسطو على الثعلب ، والأسد يفترس الذئب ، والإنسان يقتل الأسد ، والبعوضة تقتل الإنسان فتغلق الحلقة على عدوان بعد عدوان .

كم تلقون كل يوم ممن هم دونكم فلا تتفضلون بالالتفات إليهم ، ولا تفكرون فيهم ، ولا تشعرون بوجودهم ، ثم تتألمون إذا أعرض عنكم من هو فوقكم ، وتجاهل مكانكم ، وترون ذلك جرحاً لشعوركم وكسراً لقلوبكم ، فلماذا تطلبون ممن فوقكم ما لا تعطونه من هو دونكم ؟ أليس هؤلاء نفوس تحس ، وقلوب تتألم ؟

مررت أمس بسائلة على شاطئ النيل الصغير ، في الروضة ، وأمامها بنت لها تحبو ، وصلت إلى كومة أوساخ فنشبت فيها حتى وجدت بقية لعبة فحملتها فرحة بها وعادت إلى أمها مستبشرة ، فأخذتها منها أمها ومسحتها وحاولت أن تصلحها وتعيد الحياة إليها وقد فارقتها الحياة منذ أزمان .

فلويتُ وجهي ألماً من منظر هذه القذارة ، ثم عدتُ ألوم نفسي وأسائلها ، ما ذنب هذه الأم إذا أحبت بنتها وأرادت إسعادها ؟ وما ذنب هذه البنت إذا طالبت بحق الطفولة الطبيعي باللعب ؟

لماذا أشتري لبناتي كل أسبوع لعبة ولم يخطر على بالي أبداً أن في البلد أطفالاً لا يجدون لعباً ؟ نحسب أننا إذا أطعمنا أطفال الفقراء الخبز ، فقد أدينا حق الله وحق المروءة و الإنسانية علينا ، ولكن الطفل لا يكفيه الخبز ولا يرضيه ، وهو يرى أطفال الناس يمرون به كل ساعة ، وعليهم أبهى الثياب ، ومعهم أغلى اللعب ، إنه بين أمرين : إما أن يتبلد حسه ، وتموت نفسه ، فلا يطمع أن يجاري هؤلاء ، ولا يأمل أن يكون مثلهم أبداً ، فينشأ ضعيف الهمة ، ذليلاً مهيناً ، فيكون من أسباب ضعف هذه الأمة وهوانه على الأمم ... وإما أن يثور ويغضب ويمتلئ قلبه الصغير حقداً ، ثم يكبر ويكبر الحقد معه حتى يكون عدواً للمجتمع ونقمة على الناس ، يظلمهم كما ظلموه ، يسرق من يستطيع سرقة ماله ، ويزهق روح من يتمكن من إزهاق روحه ، وينشر الفساد في الأرض ...

فماذا نجعل من هؤلاء الأطفال أعداء لنا ؟ لماذا لا نحبهم فنعلمهم الحب ؟ أليسوا أزهاراً في روض الحياة ؟ أليست كل زهرة حلوة ولو علاها الغبار ؟ أليس كل صغير جميلاً ولو كان قطاً أو كلباً ؟ أفنحب القطة الصغيرة ونمسحها ونضعها على الأحضان ونكره هؤلاء الأطفال ؟ وما لهم ؟ أ لأنهم قُذْر الوجوه والثياب ؟ إن القذارة لا تحب ، ولكن هذا ذنب أمهاتهم ، لا يغسلن وجوههم وهن على النيل ! لا ، بل هو ذنبي وذنب كل واحد ، وذنب الكتاب وأولي الأمر ، إنهم لم يعلموا هؤلاء الأمهات النظافة ، ولم يقل لهن أحد أن النظافة لازمة والوساخة مؤذية . ومن يقول لهن ، وهن (شحادات) على الطرقات ، لا يكلمهن أحد أبداً؟!

وما يدريني أن ابنتي أو ابنة أحدكم لا سمح الله ، ستلقى مثل هذا المصير ؟ من منا أخذ على الدهر عهداً أن لا يزيل عنه نعمة ؟ هل أمنا المرض والفقر ؟ هل أوقفنا حركة الفلك ؟

وهل نسينا أن في الوجود إلهاً ، وأن بعد الدنيا آخرة ؟ فكيف سوَّغنا لأنفسنا مع هذا كله إهمال هذه (الإنسانية ) الصغيرة المبرأة الطاهرة ؟ لقد كان فينا مقلدون متحذلقون ألفوا جمعيات للرفق بالحيوان ... ولكن لم ينشأ فينا إلى اليوم من يؤلف جمعية للرفق بالإنسان ؟ لقد بلغ الخزي من نفوسنا أن وجد فينا أناس يطعمون الكلاب المدللة اللحم السمين ، والشوكولاتة الغالية ، وحولهم بشر لا يأكلون اللحم مرة في الشهر ، ولا يتذوقون الشوكولاته أبداً .

***إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا ، وأحلى أفراح القلوب ، فجودوا بالحب وبالعواطف كما تجودون بالمال .


Saturday, February 4, 2012

خلِّ النعـاس وصـلِّ لربك الـمتجــلِّي




خلِّ النعـاس وصـلِّ = لربك الـمتجــلِّي

وانضح مُـحيَّاك ماءً = يغـزو الكرَى فيـولي

ضاع الزمان بنــوم = فانهض لرب أجــلِّ

والـهجْ بتسبيح فكرٍ = ونجــوة وتـمـلِّي

وانظر خيوط ضيـاءٍ = عبر الدجى المضْمـحِلِّ

هذا الصباح مُغِيــرٌ = وذاك ليـلٌ مُــوَلِّ

روض الأخـوة نادى = فانعـم بمـاء وظـلِّ

واقطف ثماراً لِـذاذاً = من دوحـه الـمتدلِّي

أخي زحوف الأعادي = حلَّـت بقلب المـحلِّ

وموكب النور يحـدو = جند الصباح المــطلِّ

فانفرْ إليـه خفيــفا = على الجواد الـمُجَلِّي

لئن تـخـلَّى أنـاس = ما أنـت بالمتــخلِّي 

محمد المختار الشنقيطي

بيضة بحرية تعيش10سنوات بالصحراء وتفقس


لعل البعض سافر الى صلالة بجنوب سلطنة عمان للاصطياف ، وغالبا سيقطع المسافة بالسيارة وسيمر بمنطقة "هيماء" التي تمتد على أطراف الربع الخالي ، حيث تحدث حكاية عجيبة أبطالها مخلوقات مائية ظريفة لايتعدى طولها ثلاثة سنتيمترات، وتعيش لثلاثة أسابيع ، وتكون مهمة تلك المخلوقات توريث الحياة للجيل القادم قبل أن تموت بسلام وهي راضية عن أداء دورها بكفائة ودقة وسرعة منقطعة النظير





 هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ

 بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ

﴿لقمان: ١١﴾

كتبه الفقير الى عفو ربه

Friday, February 3, 2012

الشهب المنقضة :متعة وتأمل


منظر تساقط الشهب (رجوم الشياطين) آية من آيات الله التي أمرنا سبحانه بتأملها والتفكر فيها ، وهي ظاهرة تقع تحت طائلة الحساب الفلكي مثل حساب القمر والشمس والخسوف وغيره.

ورؤية الشهب المنقضة والسريعة شيئ طبيعي لا ينبني عليه ظواهر مخصصة على سطح الأرض مثل هبوب الرياح أو تغير في درجات الحرارة أوالمظاهر المناخية الأخرى.




(منظر الأفق الشمالي الشرقي)

واعتبارا من اليوم وفي حدود الساعة 10:17 مساء ستجد الشهب تنهمر تحت كوكبة النسر الواقع VEGA ، فما عليك إلا تنظر جهة الأفق الشمالي الشرقي ، وهذا النوع من الشهب سيكون بين المتوسط والكثيف ، يعني بمعدل خمسة عشرشهابا في الساعة ، أو شهاب واحد كل 4 دقائق ، وسوف تستمر شهب النسر الواقع الى 28 ابريل ، وستكون ذروتها في 22 ابريل، وكلما كانت الاضاءة خافتة وبعيدة عن أضواء المدينة كانت المراقبة ممتعة أكثر وأكثر.

وستتحرك هذه الشهب من الشمال الشرقي الى وسط القبة السماوية حيث ستكون في كبد السماء الساعة الثالثة ليلا ،وستكرر الرحلة يوميا حتى   28 ابريل .


وختاما فإن الحكيم ينظر لهذه الآية بمنظارين : علمي تطبيقي ليكتشف أسرار الأجرام السماوية ويدرسها كما صنع علماء المسلمين الأوائل ، والمنظار الأهم والأقوى هو التأمل والتدبر في خلق الله تعالى فرارا من نار جهنم كما ختمت به الآيات الكريمة:

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ - الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .

جعلنا الله وإياكم ممن يتفكرون في خلق السموات والارض، وينجيهم الله بفضله وكرمه من عذاب جهنم، ويجعل الله الجنة داركم ودارنا ودار سائر المسلمين.




كتبه:الفقير الى عفو ربه