Wednesday, February 15, 2012

أذانان صحيحان وأمة واحدة






تشرفت بزيارة بلد شنقيط التي تسمى الآن (موريتانيا ) ، ورأيت فيها أساطين العلماء الشرعيين والحفظة والأدباء والشعراء.
ممتزجة فيها البداوة والبساطة والحياة الفطرية الهادئة،وعندما زرت البادية الفسيحة تذكرت باديتنا في الامارات، وما أشبه اليوم بالبارحة ، وما أشبه باديتهم بباديتنا لولا لبس الدراعة ولهجتهم الحســّانية، وقد وصف أحد أدبائهم سكان الريف بقوله : يعيشون كما تعيش دوابهم لكنهم سعداء.
وقد لفت سمعي واسترعى انتباهي أذان الصلاة السائد عندهم ، وهو بهذا المقطع القصير:


والذي يدقق في الأذان سيجد الاختلاف مع أذاننا ، والمطمئِـن في الأمر أن كلا الصيغيتين ثابتتين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلتاهما وردت من صحابي واحد هو عبدالله بن زيد رضي الله عنه فهو روى الصيغة الأولى والثانية،وثمة صيغ أخرى لن نتطرق إليها والمزيد موجود بكتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني وغيره.

والقصد من ايراد هذا الأمر: أن نعلم العبادات والاحكام الفقهية وردت بوجوه متعددة ، ولايمكن حمل هذه الأمة على وجه واحد واجبار الناس عليه ، فالقرآن ورد على سبعة أحرف وتسمى بالقرآت وتلقتها الأمة بالقبول والاجماع ، وكذلك الفتاوى ، فنحمد الله على ذلك ، وقد ناقشني بعض الاحباب في مسألة قائلا : هذا ليس من السنة ، فقلت بل هو من السنة ولكن ليس من مذهبك ، والسنة تحتمل المذاهب كلها ، وقد خالف الامام مالك رحمه الله الخلفاء العباسيين عندما همّ ابو جعفر المنصور ثم الرشيد من بعده ان يختاروا مذهب الامام مالك رحمه الله و كتابه الموطا قانوناً قضائياً للدوله العباسيه  فنهاهما مالك عن ذلك وقال : 
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فى الفروع ، و تفرقوا فى البلدان!

ختاما : إن الأحداث المباركة الأخيرة تسير في توحيد الأمة لا تفريقها ، والفقه الاسلامي فقه واسع فليتمس كل منا لأخيه مخرجا ولايضيق عليه شريطة عدم مخالفة الشرع لامخالفة المذهب الفرعي.

كتبه الفقير الى عفو ربه 




No comments:

Post a Comment