Monday, April 30, 2012

جــــــهاز الأمن 6:82




جهاز الأمن: مفصل حيوي وحساس للدول ، بفضله تقل الجرائم ، ويطمئن الناس فتزدهر شؤون حياتهم وتنمو ، وتزيد وتيرة التطور،وإذا انعدم الأمن عمّت الفوضى وأخذ الوقحون في إخافة الضعفاء والتحكم فيهم حسبما يشتهون ، ولهذا الجهاز أدواته التقنية وكاميرات المراقبة ولواقط الأصوات وكلاب الشم كلها تنتظم تحت قانون مدني يرتب صلاحياته واختصاصته. وهذا مشاهد على مستوى الدول بلا مراء !

والسؤال: هل هناك جهاز أمن على المستوى الشخصي؟
قبل مايزيد على عشرة آلاف سنة جادل ابراهيم عليه السلام قومه في هذا الشأن ، وذكر الله ذلك في القرآن ، وبين أن الأمن للمؤمن واقع لا محالة وأن الأمن هبة من الله بشرط الايمان الذي لاشك ولاظلم ولاشرك فيه، مع اليقين بحماية الله فببساطة كلما قوي ايمانك قوي أمنك فقد قال تعالى:

الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ
وهي الآية 82 من السورة 6 الانعام ،باختصار 682

فلا تقلق ولا تخف من مهددات الخارج بل الخوف الشديد من انهيار جهاز أمنك الشخصي وهو نقص الايمان! عندها ستخاف من كل شيئ حولك ولو كان تافها.

جيش 2238 :-
كما تحتاج الدول الى شرطة وأمن داخلي تحتاج الى دفاع خارجي لتحمي حدودها وممتلكاتها وتصد الاطماع وتكبت المهددات التي تحيق بها وتوشك أن تبتلعها،ومناط ذلك الايمان أيضا فقد تعهد الله سبحانه وتعالى بالدفاع شريطة وجود الايمان:

إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور وهي الآية 38 من السورة 22 الحج ، باختصار 2238

فهل فكرت جديا في زيادة ايمانك ليزيد دفاع الله عنك؟

ختاما بيدك تقوية أجهزة أمنك وجيشك ، وإن شؤم المعصية ونقص الايمان هما المهددان الأكبران لك ، فلا تتأفف وتتبرم بالأخطار التافهة من حولك، فالعيب من الداخل وليس من الخارج ، فاتق الله اتق الله !



أمنك وجيشك: إن شئت رفعتهما أو إن شئت خفضتهما 

كتبه الفقير الى الله


Monday, April 23, 2012

حكاية ملك الغربان





قصـة على هيئة قصـيدة جميلة لأحمد شـوقي يصف فيها ملك الغربان وعظم مملكته وحجم أريكته(كرسيّه) وأقسام القصر وستائره (خدوره) وغرف النوم (المهود) لصغاره.
 حيث جاء الى ملك الغربان في أحد الأيام الغراب الحكيم المستشار واسمه "نُدُور" المعروف بالحزم ورجاحة العقل، جاء مادحا وناصحا فذكر طيب أصل الملك وجدوده الأخيار، وأنه يحب الناصحين، ثم حذره من سوسة النخل(حشرة ضارة) التي دخلت جوف النخله لتنخره وتتلفه.
واقترح على ملك الغربان أن يرسل اليها الحَرَس قبل أن تدمر النخلة العظيمة حيث مقر حكومة المملكة ، ولكن ملك الغربان ضحك من نصيحة مستشاره وخادمه وقرّبه من كرسيه قائلاً: إن مقامه الكبير يمنعه من اصدار هذا الأمر لحشرة تافهة ، وأنه -أي ملك الغربان- ذا السلاح الكبير(الشوكة) وصاحب الجناح الضخم والمنقار الحاد لايليق لمثله الاهتمام بذلك، ثم أتبع قائلا (أنا لاأنظر في هذي الأمور) فلم يستمع لنصح الخادم.
ومر عامان على النصيحة والسوسة تنخر الجذع من الداخل وقد تكاثرت لتكون جيشا من السوس التقم والتهم باطن الجذع وجوّفه تجويفا مُخيفا وكبيرا ، وبعد مدة هبت الريح الشديدة فسهل عليها اقتلاع النخلة الجوفاء ، فسقطت وهوت الى الأرض وارتطمت بالتراب والحصى!!
 وذُهل وتفاجأ ملك الغربان بأمر لم يكن يتوقعه ، ودعا خادمه ليشور عليه بالرأي في هذه الكارثة الكبرى ، فأجابة إجابة بليغة تجدها في البيت الأخير بهذه المنظومة الجميلة.
وفي الختام من قبل النصيحة من الحكماء المتقين أفلح وكان من الفائزين.
نثر القصيدة الفقير الى الله






كانَ لِلغربانِ في العصرِ مَلِيكْ                    وله في النخلة ِ الكبرى أريكْ
فيه كرسيٌّ، وخِدْرٌ، ومُهودْ                       لصغارِ الملك أصحابِ العهود
جاءهُ يوماً ندورُ الخادمُ                          وهوَ في البابِ الأمينُ الحازمُ
قال: يا فرعَ الملوكِ الصالحينْ                   أنت ما زلتَ تحبُّ الناصحينْ
سوسة ٌكانت على القصرِ تدورْ                   جازتْ القصرَ،ودبتْ في الجذور
فابعث الغربانَ في إهلاكها                       قبلَ أن نهلكَ في أشراكها
ضحكَ السلطانُ من هذا المقال                   ثم أدنى خادمَ الخير، وقال:
أنا ربُّ الشوكة ِ الضافي الجناح                 أنا ذو المنقارِ، غلاَّبُ الرياح
أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور                     أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور
ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام                         قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام
وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها                         فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها
فهوتْ للأرضِ كالتلِّ الكبير                      وَهَوَى الديوانُ، وانقضَّ السَّرير
فدها السلطان ذا الخطبُ المهول                 ودعا خادمه الغالي يقول:
يا ندورَ الخير، أسعفْ بالصياح                  ما تَرى ما فعلَتْ فينا الرياح؟
قال: يا مولايَ، لا تسأل ندور                   أنا لا أنظر في هذي الأمور!


Thursday, April 19, 2012

حكاية بيع المسجد




حدثت هذه القصة الحقيقية في مارس الماضي عند تفقدنا لأحد القرى التي أسلم فيها ثمانية بيوت قبل سنة ، وقد بنينا لهم مسجدا خشبيا مؤقتا وتطوع أحد الدعاة بالاقامة فيه لتعليمهم اساسيات العبادة، وتم كل شيئ على ما يرام.
ودرجت العادة على تفقد المسلمين الجدد بين حين وآخر،وقد ذهلنا لما عايناه من هؤلاء المسلمين الجدد: فقد وجدنا المسجد تتدلى منه المصابيح والفوانيس الصينية الحمراء الخاصة باحتفالات الصينيين الوثنيين وعلى شرفته جلست سيدة حاسرة الرأس تقطع الخضروات تمهيدا لطبخها،فاقتربنا منها فحيتنا بابتسامة ودعتنا لتناول الشاي الأخضر بكل اريحية ودعت زوجها الذي رحب بنا وقلنا له - بعد تبادل الأحاديث الودية - إن هذا كان مسجدا لأهل القرية - فقال نعم وقد اشتريته منهم مع قطعة الأرض فموقعه جيد وسعره مناسب وكما ترون أسكن فيه مع زوجتي وعيالي فهنأناه بالبيت الجديد وشرحنا له عن الاسلام فأنصت باهتمام وأثنى على ما سمع منا فاستأذنا للانصراف بعد أن أهدينا أطفاله بعض الحلويات فأخذوها مسرورين على استحياء.





 وتوجهنا الى تلك البيوت الثمانية ونحن في حالة ذهول لما آل عليه حال المسجد الصغير ! فوجدنا أحد المزارعين من المسلمين الجدد أمام منزله فسلمنا عليه فاستضافنا كالعادة على الشاي فسألناه عن احوال مسلمي البيوت الثمانية ، فقال عندما كان الامام موجودا كنا نصلي جماعة بالمسجد ونتعلم عن الاسلام ويحفظ اطفالنا القرآن  وتستمع النساء للنصائح بين فترة وأخرى واستمر ذلك الحال الطيب أشهرا الى أن قرر الامام ترك القرية من أجل الدعوة ولم يبلغنا بموعد عودته ، ولااحد فينا يستطيع الصلاة فلم يستعمل المسجد حتى جاء الصيني وعرض علينا مبلغا من المال لشرائه فبعناه إليه -قالها ببساطة - فقلنا له لايجوز بيع المسجد ! فاستغرب وقال لم نكن ندري بذلك ، ثم قال نحن نحتاج الى من يعلمنا ديننا فالاسلام جميل جدا ولكننا لانعرف عنه الا القليل ونحن سعداء بأننا مسلمون، بل إن بعض الجيران يريد أن يسلم معنا ولا نعرف الكيفية الكاملة لذلك واخبرناه بما نعلم وبعضهم اسلم بمعلوماتنا القليلة.
والزائر لمنطقة ايسان "شرق تايلاند"يرى البساطة في المعاملة والاريحية بين المسلمين وغير المسلمين وانعدام العداوات والتوتر والمعيشة بسلام، فجمعنا أهل البيوت الثمانية ومن التحق بهم فخصصوا لنا قطعة أخرى للمسجد ، وأصبح التحدي الجديد هو ايجاد داعية متفرغ مكفول براتب ليقيم بينهم حتى يشتد عودهم وليس داعية متطوع .

المبنى على يمين الصورة يمثل المسجد المباع


وفي الختام قد يسأل بعض المحسنين عن جدوى بناء المسجد أو كفالة الدعاة ، فلعل الاجابة كانت في ثنايا هذه الحادثة التي يختلط بها الحزن مع السذاجة.


وثقها الفقير الى الله