Saturday, February 18, 2012

قطار بلا سكة





هل تخيّل أحدكم - أيها الكرام - أن قطارا يسير بدون سكة حديد؟ كيف ستمر عجلاته الملساء على الأحجار والأتربة والأوحال دون أن تنحشر بينها أو تنغرز فيها ! ما أحوج القطار الى سكة متقنة الصنع سلسة الاستقامة ، مصقولة الجوانب تحيط بعجلات القطار وتحمل أثقاله ، فينزلق عليها مستريحا وينطلق كالسهم لايلوي على شيئ إلا الوصول الى محطته عاجلا غير آجل.

وإذا عقدنا مقابلة بين محطة القطار الأولى التي ينطلق منها ، وبين محطته الثانية التي يصل اليها لوجدنا أننا نحتاج الى السكة الحديدية أولا ثم القطار السليم ثانيا، ودعونا نشبه  ذلك بالناصح الذي يرسل النصيحة ويمثل محطة القطار الأولى ، والمنصوح الذي يستقبل النصيحة ويمثل محطة القطار الثانية ، فإذا لم ترتبط المحطتان برباط المحبة والمودة أولا وهي تمثل سكة الحديد التي تحمل النصحية وهي القطار ، فلا يمكن أن تحقق النصيحة غرضها ، فعليك أيها الناصح الحكيم أن تمد سكة الحديد بينك وبين المنصوح أولا ، فلا يمكن أن ينفذ نصيحتك إلا من يحبك.

وختاما دعونا نعود الى هديه صلى الله عليه وسلم ، فإنه يجعل قبل النصيحة مدحا ثم يسوق النصح ، كالذي يزيد رصيدك بألف درهم عندما يمدحك ، ثم ينقصه بعشرة دراهم  عندما ينصحك.فلا شك أنك رابح أيها المنصوح.

 فقد  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره (حسنه العسقلاني) ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " نعم الرجل عبدالله ! لو كان يصلي من الليل (صحيح مسلم) - فيا ايها الناصحون المخلصون الله الله في اخوانكم ، توددوا لهم وتحببوا اليهم قبل أن تنصحوهم.










No comments:

Post a Comment