Thursday, November 29, 2012

ماذا صنع البوذيون بميكروفون الفجر؟!



نونكاي : هو اسم الولاية التي تقع أقصى شمال شرق تايلاند"على حدود جمهورية لاو الاشتراكية" والتي وقعت فيها أحداث هذه القصة التي قد لايصدقها البعض ، ولكنها حقيقية وأكثر أشخاصها على قيد الحياة، وتتخذ هذه الولاية الأفعى الاسطورية شعارا لها، ومن الطريف أن خارطة الولاية طويلة كالأفعى كذلك.

بدأت الحكاية اواخر التسعينات عندما دخلت ثلاث عوائل بوذية الى الاسلام وقرروا أن يبنوا مسجدا لهم ، وفعلا تم بناء المسجد قرب سكة الحديد، وتضاعف عدد الاسر التي دخلت الى الاسلام فأصبحت ست عوائل ولله الحمد ، وعرف بقية المسلمين موقع المسجد، وإن كان بعيدا عن مركز المدينة نسبيا ، ولكنهم أخذوا يجتمعون فيه أيام الأعياد والجُمع وعقود القران والجنائز وغيرها من المناسبات.

وبعد سنة من البناء : دار النقاش بين القائمين على المسجد: هل نرفع الأذان بمكبر الصوت"الميكروفون" أم نكتفي بالاذان والاقامة داخل المسجد؟ وطالت المساجلات بينهم والتصويت بنعم أوبلا ، وفي النهاية استقروا على أخذ الاذن من جيران المسجد من المسلمين والبوذيين وغيرهم.

وفعلا بدأت الزيارات للجيران لأخذ الموافقات ، واختاروا مؤذنا ذا صوت جميل، ويجدر بالذكرأنهم استأذنوا لرفع الأذان لأربع صلوات باستثناء صلاة الفجر. والحمد لله ولأول مرة في تاريخ نونكاي البوذية يرتفع صوت الأذان بمكبر الصوت وكان يوما مشهودا ومحمودا.



ومرت أشهر على ذلك الحدث السعيد، مما شجع القائمين على المسجد أن يعيدوا النقاش في موضوع أذان الفجر لتكتمل الأذانات كلها في اليوم والليلة، فبدأت جولة جديدة لأخذ الموافقات بعد تردد طويل، وكانت المفاجأة السارة أن الجيران وافقوا جميعا ولم يبدوا أية ممانعة، فغمرت المسلمين فرحة هائلة وعظيمة وشكروا الله على نعمته، وشق فجر اليوم التالي ذلك الصوت الندي بالتكبير وشهادة التوحيد، وتكرر يوميا ، وقد ألفه جيران المسجد.

ولكن حدث أمرٌ غير مألوف بعد سقوط أمطار غزيرة وشديدة على المنطقة حيث لم يرفع أذان الفجر في ذلك اليوم بمكبر الصوت، وبعد انتهاء صلاة الفجر تفاجأ المصلون بتجمع جيرانهم البوذيين داخل المسجد فرحبوا بهم ،

- فقال أحد البوذيين مستفسرا ً :لم نسمع الصوت اليوم فما هو السبب؟؟

- فقال الإمام تسربت مياه الأمطار من السقف الى جهاز تكبير الصوت فتعطل، لهذا لم نتمكن من استخدامه، ويحتاج الى الاصلاح ، وسنجمع المال لذلك،

 - فقال البوذيون: لقد أصبح هذا الصوت جزءا من حياتنا اليومية، حيث نستيقظ عليه ونستعد للذهاب للحقول والمزارع، ونجهز الأولاد للمدارس وغير ذلك ، ونطلب منكم أن نتكفل باصلاحة لكم!

فأخذ المسلمون ينظر بعضهم الى بعض فرحين بمفاجأة لم تخطر على بالهم: بوذيون يصلحون مكبر الصوت ليسمعوا أذان الفجر.



وفي الختام:

 ليس بالضرورة أن غير المسلمين يكرهون الاسلام ويبغضون الأذان،

 وأخترت هذا التوقيت لأشكر المحسن الإماراتي الذي ساعد بماله لنشر

 الاسلام في نونكاي وجمهورية لاو الاشتراكية.


 وثق القصة:  فقير إلى الله

******