Thursday, April 19, 2012

حكاية بيع المسجد




حدثت هذه القصة الحقيقية في مارس الماضي عند تفقدنا لأحد القرى التي أسلم فيها ثمانية بيوت قبل سنة ، وقد بنينا لهم مسجدا خشبيا مؤقتا وتطوع أحد الدعاة بالاقامة فيه لتعليمهم اساسيات العبادة، وتم كل شيئ على ما يرام.
ودرجت العادة على تفقد المسلمين الجدد بين حين وآخر،وقد ذهلنا لما عايناه من هؤلاء المسلمين الجدد: فقد وجدنا المسجد تتدلى منه المصابيح والفوانيس الصينية الحمراء الخاصة باحتفالات الصينيين الوثنيين وعلى شرفته جلست سيدة حاسرة الرأس تقطع الخضروات تمهيدا لطبخها،فاقتربنا منها فحيتنا بابتسامة ودعتنا لتناول الشاي الأخضر بكل اريحية ودعت زوجها الذي رحب بنا وقلنا له - بعد تبادل الأحاديث الودية - إن هذا كان مسجدا لأهل القرية - فقال نعم وقد اشتريته منهم مع قطعة الأرض فموقعه جيد وسعره مناسب وكما ترون أسكن فيه مع زوجتي وعيالي فهنأناه بالبيت الجديد وشرحنا له عن الاسلام فأنصت باهتمام وأثنى على ما سمع منا فاستأذنا للانصراف بعد أن أهدينا أطفاله بعض الحلويات فأخذوها مسرورين على استحياء.





 وتوجهنا الى تلك البيوت الثمانية ونحن في حالة ذهول لما آل عليه حال المسجد الصغير ! فوجدنا أحد المزارعين من المسلمين الجدد أمام منزله فسلمنا عليه فاستضافنا كالعادة على الشاي فسألناه عن احوال مسلمي البيوت الثمانية ، فقال عندما كان الامام موجودا كنا نصلي جماعة بالمسجد ونتعلم عن الاسلام ويحفظ اطفالنا القرآن  وتستمع النساء للنصائح بين فترة وأخرى واستمر ذلك الحال الطيب أشهرا الى أن قرر الامام ترك القرية من أجل الدعوة ولم يبلغنا بموعد عودته ، ولااحد فينا يستطيع الصلاة فلم يستعمل المسجد حتى جاء الصيني وعرض علينا مبلغا من المال لشرائه فبعناه إليه -قالها ببساطة - فقلنا له لايجوز بيع المسجد ! فاستغرب وقال لم نكن ندري بذلك ، ثم قال نحن نحتاج الى من يعلمنا ديننا فالاسلام جميل جدا ولكننا لانعرف عنه الا القليل ونحن سعداء بأننا مسلمون، بل إن بعض الجيران يريد أن يسلم معنا ولا نعرف الكيفية الكاملة لذلك واخبرناه بما نعلم وبعضهم اسلم بمعلوماتنا القليلة.
والزائر لمنطقة ايسان "شرق تايلاند"يرى البساطة في المعاملة والاريحية بين المسلمين وغير المسلمين وانعدام العداوات والتوتر والمعيشة بسلام، فجمعنا أهل البيوت الثمانية ومن التحق بهم فخصصوا لنا قطعة أخرى للمسجد ، وأصبح التحدي الجديد هو ايجاد داعية متفرغ مكفول براتب ليقيم بينهم حتى يشتد عودهم وليس داعية متطوع .

المبنى على يمين الصورة يمثل المسجد المباع


وفي الختام قد يسأل بعض المحسنين عن جدوى بناء المسجد أو كفالة الدعاة ، فلعل الاجابة كانت في ثنايا هذه الحادثة التي يختلط بها الحزن مع السذاجة.


وثقها الفقير الى الله

No comments:

Post a Comment